الاثنين، 29 أبريل 2013

مات.. يموت.. موتاً

احم احم .. طيب بما إني مش عارفة ابدأ منين فأنا هبتدي من الأول خالص
.
.

 أول مرة سمعت فيها عن الموت ..
.كنت أصغر من إني اعرف عندي كام سنة.. كانت خالتي اتوفت .. فطبيعي مش فاكرة غير إننا كنا وقتها في بيت جدتي .. ماما صحيتني بالليل .. وكانت بتعيط والمفروض إنها هتروّحنا لبابا في البيت بتاعنا .. مش فاكرة غير طريق طويل ضلمة كان لسة متسفلت وسخن وشبشب لابساه في رجلي بلاستيك ساح من السخونية واتقطع.. مش عارفة امشي الأرض سخنة أوي والشبشب بيلزق ومقطوع ومش قادرة وعاوزة أنام بعيط عشان ماما تشيلني .. ومش فاكرة اللي حصل بعد كدة .. غير إننا بعدها بأيام كان بابا بيزعق لنا لما نفتح التليفزيون .. وعرفت إن الموت دا حاجة وحشة أوي

أول مرة استوعبت مفهوم الموت ..
كنت في الحضانة.. كنّا مربيين أرانب فوق السطوح .. طلعنا أنا وأخواتي نلعب بيهم .. كنا ببساطة بنمسك الأرانب من ودانها ونرميها لفووووق ونسيبها تقع على الأرض .. احنا كنا بنلعب بجد وبنضحك وكمان بنحمّي الأرانب بالمياه عشان اتوسخت من اللعب .. ونزلنا عادي .. بعدها بشوية .. بابا دبحهم كلهم عشان طلع لاقاهم بيموتوا وروحهم بتطلع 


أول مرة خوفت من الموت..
كنت بحفظ قرآن في دار تبع الدعوة السلفية كنت في ابتدائي .. لمّا المحفظات ربنا يسامحهم ويهديهم .. كانوا بيكلمونا عن الموت وطلوع الروح وعذاب القبر والنار .. وسوء الخاتمة!!
أنا لما بعدي  من قدام الدار دا دلوقتي وبسمعهم بيحفظوا قرآن .. قلبي بينقبض وبختفي من الشارع

أول مرة اتمنيت فيها الموت.. 
كنت مكتئبة ..اكتئاب حقيقي بس بما إني الحمد لله مؤمنة ولا أزكي نفسي على الله.. فدا كان تحوير لل Suicidal thoughts اللي بتصاحب الاكتئاب

عارفين أنا عمري ماشوفت الموت على إنه دافع أحسن عشانه حياتي .. الفكرة كلها مبهمة ..مبهمة زي فكرة بالظبط احنا كنا عبارة عن إيه قبل ما نتولد .. زي ما محدش يعرف هو كان إيه قبل ما يتولد .. محدش يعرف برضه إيه اللي بيحصل لما بيموت غير الناس اللي بتموت نفسها ..

أنا لو بحسن حياتي لو برضي ربنا .. لو بنهي نفسي عن المنكرات فدا عشان ارتقي بنفسي .. ارتقي بروحي انتصر بالنور اللي جوايا على الطين ..عشان أعيش حياتي صح

 الدين موجود في حياتنا عشان ينظّم العلاقة بين الطين والنور..ميطغاش حد على حد..الطين اللي اتشكلنا منه وبنرجع له في الآخر ..والنور نفخة من روح الله .. واللي بتطلع برضه لربنا في الآخر ..  .. عشان كدة أنا مش زاهدة في الحياة .. بالعكس أنا بحبها جداً .. وفي نفس الوقت مش ناسية إنها مزرعة للأخرة .. الصراع بين النور والطين مش سهل أبداً .. واللي يقولك هو عارف نفسه أنهي واحد اللي غالب فيهم.. يبقى مش فاهم حاجة.. سيدنا أبو بكر كان بيقول فيما معناه .. إن لو حتى رجل في الجنة والرجل التانية لسة مدخلتش .. مش هيبقى متطمن ولا آمن إنه كدة خلاص ..


 طول ما أنت عايش الصراع بين الطين والنور بيفضل مستمر .. لحد ما في حاجة هتغلب في الآخر .. مفيش معادلة معينة أو حاجة تعملها تضمن لك إن النور اللي هينتصر .. مع إنك ممكن تكون بتعمل كل حاجة صح من وجهة نظرك بس ربنا مش متقبل .. حاجة من اللي بتعملها ..

ممكن تكون بتجاهد في سبيل الله من وجهة نظرك برضه.. بس جواك في نية تانية للي بتعمله .. ساعتها بيجي الموت .. أو بمعنى آخر كلمة النهاية بتنزل على الفيلم اللي كان من بطولتك في اللحظة اللي بتنكشف فيها نيتك الحقيقية.. وساعتها بنفهم يعني إيه..


{وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ }البقرة72


والله مخرج ما كنتم تكتمون .. مافيش نوايا هتستخبي ساعتها .. حقيقتتنا بس اللي بتظهر 

طب احنا ليه لما بنفكر في زمايلنا اللي اتوفوا وهما في سننا.. ما بنفكرش في إن ربنا اختارهم إنهم ميكملوش أكتر من كدة ..لكن في نفس الوقت ربنا اختارنا نكمّل زيادة عنهم "بقدرِ غير معلوم".. فليه منفكرش في إن ليهم نصيب من عمرنا دا .. وعشان كدة نقاسمهم في كل حاجة بنعملها لربنا .. لو صدقة .. لو دعاء لو ذكر .. وحتى لو مجهود بدني عملناه.. ماشينا بيه في الخير .. 

ديماً نفكر في  إن:
"يا رب في  ناس قدنا  قبضت روحها وهما عندك دلوقتي .. متساويين بالتراب..نفسهم يرجعوا يعملوا عمل صالحا واحنا لسة عايشين وبصحتنا.. فيارب خلينا احنا عملهم الصالح ..يارب احنا عباد غصب عننا هننساهم وهنكمل .. ممكن ننسى نتصدق أو ننسى ندعي لهم  أو ننسى ننوي مجهودنا وعملنا يبقى  صدقة ليهم .. لكن يارب أنت ما بتنساش حد فلا تقطع نظرك عنهم يا أرحم الراحمين.."

لو  كل واحد عمل كدة في الدايرة بس بتاعته اللي فارق فيها ناس صدقوني الموضوع هيفرق كتير .. معانا ومعاهم إن شاء الله



ليست هناك تعليقات: