الجمعة، 15 فبراير 2013

زوجي العزيز تحية طيبة وبعد(3)/

زوجي العزيز تحية طيبة وبعد/

أريد أن أحدثك عن أحمد وسلمى.. أبطال روايتي لذلك أحببتُها يوماً.. هل تصدق أنني أؤلف رواية ؟ أنا نفسي لا أصدق.. أنا التي كلما قرأت رواية.. كنت دوماً أتسائل.. كيف يصنع شخص أشخاص آخرين ويبني لهم حياة كاملة من مخيلته.. ؟ لكنني في يومِ ما عرفت كيف يفعل أحدهم هذا ؟ عرفت السر.. وعرفت أيضاَ أن هذا الإحساس يشبه أن تكون هناك بوابة سحرية في مكان عام قد يمر عليه الآلاف يومياً .. تفتح على عالم آخر .. وأنت وحدك تراها وتملك مفاتيحها ..

الأمر بسيط جداً عزيزي في البداية..
تتخيل مشهد واحد فقط بين اثنين لا تعرف شيئاً عنهم قد يلهمك لكتابة المشهد أي شئ لا يمكن أن تتوقع أبداً مالذي يلهمك .. مثلاً في حالتي .. هو موقف حدث معي في امتحان عملي منذ أن كنت في الفرقة الثانية.. ثم بعدها بعامين عدت لأكتبه ثانية.. ولكن ليس كما حدث .. كتبته كما تمنيت أن يحدث.. ثم بعد ذلك تبدأ تتخيل لقاء ثاني بينهم .. ومن طريقة كلامهم يبدأ يتضح لك شخصيتهم.. ثم تفكر في الظروف التي جعلتهم بهذه الشخصية .. فيبدأ يتضح الأصدقاء والعائلة ..

الصبر يا عزيزي الصبر ..
لا يجب أن تتسرع وأنت تكتب حياة أناس آخرين .. ولا يجب أن تضغط عليهم .. يجب أن تدعهم يخبروك عن أنفسهم .. لكن هل تعلم ماالسر الحقيقي ؟.. السر هو تجاربك الشخصية التي مررت بها الأحاسيس التي اختبرتها في كل موقف من مواقف حياتك.. طريقة فهمك للضعف الإنساني وعدم الحكم عليهم من واقع شخصيتك وظروفك .. ولكن من ظروفهم وشخصياتهم هم .. هو ما تحتاج لتضيف العمق الإنساني على أي شئ تكتبه .. 

كل هذا ولم أخبرك عن أحمد وسلمى..
 حسناً لا أستطيع أن أخبرك الكثير عنهم قبل أن تقرأ بنفسك .. لكن يمكنني القول .. أن سلمي هي أنا بروحها الخائفة والضائعة .. بمبادئها وأفكارها وانفعالاتها .. وأحمد هو كل ما آمنت به في الحياة.. وتمنيت أن أحصل عليه.. وأن يكون بجواري في كل يوم في حياتي منذ أن ولدت..أحمد هو اليقين الذي لم اصل إليه بعد..  أحمد ليس بطل يا عزيزي.. هو إنسان له أخطائه .. ولكن الفكرة هي أن بوسع أي رجل مهما كانت أخطائه أن يصير بطل فقط أمام الفتاة المناسبة .. 


لا تعتقد أنني روائية عظيمة .. أنا لم أتجاوز ال 2500 كلمة حتى الآن .. لكنني سعيدة سعيدة باختباري شئ جديد.. سعيدة بأنني أعيش في حياة أخرى غير حياتي ..وبالرغم من أنه مازال بعد لا يوجد خيط للقصة والشخصيات واضح.. وبالرغم من أنني لا أعلم إن كان ما أكتبه شئ جيد أم ليس سوى هراء.. لكنها ولمرة من المرات القليلة في حياتي التي لا أقلق .. ثم أنت تعلم يا عزيزي عني جيداً.. أنني لا أهتم بالنتيجة.. ولا أهتم بأن أنجح في النهاية.. ولكن ما يهمني أن أعيش التجربة .. 

ماذا عنك ؟ مالذي تفعله الآن وتفكر فيه ..؟ هل تفكر في مثلما أفكر فيك؟ هل تعلم حتى إن كنت لا تفكر في سأستمر دوماً في الكتابة إليك؟.. هناك يقين بداخلي أن ما أكتبه إليك سيصبح أيقونة في الأدب العربي .. كرسائل جبران خليل جبران لمي زيادة في الشعلة الزرقاء.. هذا هو اليقين يا عزيزي اليقين.. هو أن تؤمن بشدة بشئ غير موجود وقد لا يوجد أبداً .. لكن دون أن يغير حقيقة أو يزعزع إيمانك به  :) :*

ليست هناك تعليقات: